
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء القتال.
وأضاف ترامب في منشور له على منصته "تروث سوشيال" أن "الفلسطينيين سيكونون قد تم توطينهم بالفعل في مجتمعات أكثر أماناً وجمالاً، مع منازل جديدة وحديثة، في المنطقة".
وأشار ترامب إلى أنه "لن تكون هناك حاجة لجنود أمريكيين" وأن الاستقرار سيعود إلى المنطقة، موضحاً أن الفلسطينيين سيكون لديهم فرصة للعيش في سعادة وأمان وحرية.
كما أكد ترامب أن التعاون سيبدأ مع فرق التنمية لتشييد ما وصفه بأنه سيكون "أحد أعظم وأروع مشاريع التنمية على وجه الأرض".
وكان ترامب قد أدلى بتصريحات أثارت عاصفة من الجدل العالمي، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استعرض خلاله خططه لتسوية القطاع بالكامل بالأرض، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى إنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط"، في إشارة إلى تحويلها إلى منتجع سياحي.
وأضاف أن "حيازة تلك القطعة من الأرض وتطويرها وخلق آلاف الوظائف، سيكون رائعاً حقاً".
وشدد ترامب على ضرورة "إيجاد مناطق يمكن أن يسكنها أهل غزة من خلال إسهامات عدد من الدول المجاورة الغنية".
ثم عاد وأصر ترامب، مساء الأربعاء، على أن "الجميع يحب" اقتراحه الصادم "بالسيطرة" على قطاع غزة.
فعلى الرغم من الرفض الواسع من قبل الفلسطينيين وقادة الشرق الأوسط والحكومات في جميع أنحاء العالم، قال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي عندما سُئل عن رد الفعل على خطته: "الجميع يحب ذلك".
في سياق متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، ردّاً على أسئلة حول مقترحات ترامب بشأن غزة، إن الرئيس ترامب "لم يلتزم بإرسال قوات برية"، ولم تستبعد إرسال قوات برية أمريكية لكنها كررت أن ترامب لم "يلتزم" بذلك.
وأكدت ليفيت أن ترامب يتوقع من "الشركاء" خاصة مصر والأردن قبول الفلسطينيين "مؤقتاً" حتى إعادة بناء وطنهم.
وبيّنت خلال إحاطة قدمتها للصحفيين أن ترامب "مستعد لإعادة بناء غزة للفلسطينيين مع جميع شعوب المنطقة المُحبة للسلام".
ووصف وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن غزة بأنه عرض سخي "لتتولى الولايات المتحدة مسؤولية إعادة إعمار غزة"، ما يجعله يبدو اختيارياً.
وأضاف أن إعلان ترامب لم يكن المقصود منه خطوة عدائية.
خطط إسرائيلية "لمغادرة طوعية"
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي في مدينة أسدود، أن إسرائيل لا تملك أي تفاصيل بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة.
وشدد ساعر على أن إسرائيل لن تعود إلى "مخططات ثبت فشلها" في غزة، مشيراً إلى ضرورة إتاحة المجال لمن يرغب في الهجرة طوعياً. وأضاف: "إذا لم نفلح في تحقيق أهدافنا بالوسائل الدبلوماسية، فسنعود إلى الخيار العسكري."
وأكد الوزير الإسرائيلي التزام بلاده بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، لكنه حذر من أن استمرار حكم حركة حماس في غزة "سيجعل حياة الفلسطينيين بائسة"، مشدداً على أن إسرائيل "لن تقبل بوجود حماس في حكم القطاع".
وفيما يتعلق بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال ساعر إنها "ليست جزءاً من الحل في قطاع غزة". وأضاف أن "غزة لا تملك أي مستقبل في الوقت الحالي، وهذه فرصة لبناء مستقبل أفضل لأنفسنا وللشرق الأوسط."
وفي سياق آخر، أشار ساعر إلى أن الرئيس ترامب "يرغب في مساعدتنا في مسألة تطبيع علاقاتنا مع دول إضافية في المنطقة"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول الدول المعنية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمر الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة تسمح لسكان غزة بالمغادرة الطوعية.
وقد أبدى كاتس ترحيباً بـ "خطة ترامب الشجاعة"، التي قد تتيح لعدد كبير من سكان غزة مغادرة القطاع إلى دول مختلفة حول العالم.
وأشار كاتس إلى أن حركة حماس "استخدمت سكان غزة كدروع بشرية، وأنشأت بنية تحتية إرهابية داخل المناطق السكنية"، معتبراً أن حماس "تحتجز السكان كرهائن وتبتزهم باستخدام المساعدات الإنسانية، بينما تمنعهم من مغادرة القطاع".
وأضافت وسائل إعلام إسرائيلية أن كاتس طلب من الجيش إعداد خطة تُمكّن أي مواطن يرغب في مغادرة غزة من الهجرة إلى أي دولة توافق على استقبالهم.
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن كاتس دعوته لبعض الدول التي يمكن أن تستقبلهم مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، موجهاً انتقادات لهذه الدول بسبب "اتهاماتها الكاذبة" بشأن الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة، مهدداً بكشف "نفاقها" إذا رفضت استقبال الفلسطينيين.
وحذرت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، من تصريحات "عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية" بشأن خطة تهجير سكان غزة.
وفي بيان صدر عن الوزارة ، قالت: "تحذر مصر من العواقب الكارثية التي قد تترتب على هذا السلوك غير المسؤول، الذي يقوض المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار".
وجاء في البيان أن مصر تعتبر هذا السلوك "مثيراً لعودة الأعمال العدائية، ويشكل خطراً على المنطقة بأكملها وأسس السلام".
تشمل الخطة الخروج عبر المعابر البرية، بالإضافة إلى "ترتيبات خاصة" للخروج عبر المسارات البحرية والجوية.
وأكد كاتس أنه يجب السماح لسكان غزة بحرية مغادرة القطاع والهجرة، كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم. كما أضاف أن خطة ترامب قد تساعد في "إعادة إعمار غزة منزوعة السلاح"، والتي ستكون خالية من التهديدات في الحقبة التي تلي حماس، وهو أمر قد يستغرق سنوات عديدة. وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
نتنياهو: لا خطأ في خطة دونالد ترامب
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يوجد خطأ في فكرة دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، بعد أن تعرض اقتراح الرئيس الأمريكي لانتقادات واسعة على المستوى الدولي.
جاء ذلك في مقابلة لنتنياهو مع قناة فوكس نيوز مساء الأربعاء قال فيها إن "الفكرة الفعلية هي السماح لسكان غزة ممن يرغبون في المغادرة بالمغادرة. أعني، ما الخطأ في ذلك؟! يمكنهم المغادرة، ثم يمكنهم العودة، ويمكنهم الانتقال والعودة. لكن عليك إعادة بناء غزة".
كما أكد نتنياهو أن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالقضاء على حماس دون تدخل القوات الأمريكية، معرباً في الوقت ذاته عن أن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض من شأنها أن تعزز الجهود الرامية إلى مواجهة نفوذ إيران في المنطقة.
وأضاف أن عودة ترامب "سترفع من روح الإسرائيليين" ومن يسعون إلى "شرق أوسط مزدهر وسلمي".
وفي السياق ذاته، صرح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث يوم الأربعاء بأن البنتاغون مستعد للنظر في جميع الخيارات عندما يتعلق الأمر بغزة، وذلك بعد يوم من تصريح الرئيس دونالد ترمب بأنه يرغب في أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة وتعيد تطويره.
جاء ذلك قبل بدء اجتماع وزير الدفاع الأمريكي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البنتاغون، قائلاً: "أود أن أقول، فيما يتعلق بمسألة غزة، إن تعريف الجنون هو محاولة القيام بالشيء نفسه مراراً وتكراراً".
وأضاف هيجسيث أن الرئيس ترامب "مستعد للتفكير خارج الصندوق، والبحث عن طرق جديدة وفريدة وديناميكية لحل المشكلات التي بدت مستعصية على الحل. نحن مستعدون للنظر في جميع الخيارات".
وعندما سُئل على وجه التحديد عما إذا كانت ثمة خطط لإرسال قوات إلى غزة، أشار هيغسيث إلى أن ترامب يجري "مفاوضات معقدة للغاية ورفيعة المستوى".
وأكد أنه لن "يسبق" الرئيس في الكشف عن أي تفاصيل حول ما قد تفعله الولايات المتحدة أو لا تفعله.
ورحب سياسيون من اليمين الإسرائيلي بإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي عن إصدار أوامر للجيش بإعداد خطة تمكّن سكان غزة من مغادرة القطاع طواعية، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في تعليق له: "أهنئ وزير الدفاع على قراره بتوجيه الجيش للاستعداد لتنفيذ خطة الهجرة التي تسمح لسكان غزة بالمغادرة إلى دول مستقبلة".
وصرح سموتريتش لصحيفة يديعوت أحرونوت بأن "إخراج الفلسطينيين من غزة هو الحل الوحيد الذي سيجلب السلام والأمن لإسرائيل".
وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإصلاح الضرر بإسرائيل هو العودة للقتال والقضاء على حماس.
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، مقترح الرئيس ترامب بشأن إعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة بـ "الخيال".
وقال باراك في تصريحات إذاعية للجيش الإسرائيلي يوم الخميس: "هذه ليست خطة تبدو وكأنها تم دراستها بجدية. إنها أقرب إلى بالون اختبار، أو ربما محاولة لإظهار الدعم لإسرائيل".
وأشار باراك إلى أن تصريحات ترامب قد تكون محاولة لإقناع القادة العرب بأن "هذا ما سيحدث لكم إذا لم تتحركوا بسرعة، وتطرحوا مساراً عملياً لغزة، وتساعدوا في إبعاد حماس عن الحكم".
وأضاف باراك أنه من الممكن أن تقترح الدول العربية المعتدلة في المنطقة نهجاً أفضل رداً على خطة ترامب "غير المدروسة".
حماس: نطالب بقمة عربية لمواجهة مشروع ترامب
توالت ردود الفعل على تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ،التي قال فيها إن الولايات المتحدة "ستتولى أمر قطاع غزة".
رفضت حركة حماس بشكل "قاطع" تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكدت أن قطاع غزة سيبقى لأهله ولن يغادره سكانه.
وطالبت حماس بعقد قمة عربية طارئة "للتصدي لمشروع التهجير"، مشيرة إلى أن حديث ترامب عن تولي الولايات المتحدة إدارة القطاع يعد بمثابة إعلان نية "احتلال غزة".
وأكدت الحركة أن رفض مشروع ترامب لا يكفي، وأن هناك ضرورة لتحقيق وحدة فلسطينية لمواجهة مخطط التهجير، داعية جميع الأطراف الفلسطينية إلى التوحد لمواجهة هذا المشروع.
وأوضحت حماس أنها "لا تحتاج إلى أي دولة لتولي إدارة قطاع غزة، ولن تقبل استبدال احتلال بآخر".
بدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الخميس، على الإجماع العربي لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم والتمسك بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
جاء ذلك خلال اجتماع أبو الغيط مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، محمد مصطفى، في مقر الجامعة بالقاهرة حيث بحثا أحدث المستجدات بعد وقف إطلاق النار في غزة وبدء تدفق المساعدات إلى القطاع.
وأضاف بيان للجامعة بأن أبو الغيط ومصطفى "أكدا على الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره".
وأكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، "رفضه الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

ينتظر الجميع تفاصيل الخطة المصرية العربية المشتركة التي تعكف عليها مصر وعدة دول عربية لإعادة إعمار غزة مع ضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه دون تهجير، وذلك ردا على طروحات الرئيس الأمريكي بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وربما دول أخرى، وامتلاك غزة وتحويلها لما سماه "ريفيرا الشرق الأوسط".
بحسب المصادر التي تحدثت بي بي سي إليهم، أوشكت القاهرة على إنهاء التفاصيل الفنية من الخطة والتي تعنى بإزالة الركام وإعادة بناء غزة وتحديد طريقة معيشة الفلسطينيين في تلك الأثناء ولكن مازالت بعض النقاط السياسية غير مكتملة من بينها مستقبل الحركات المسلحة في القطاع.
وتتشاور مصر مع دول عربية من بينها الأردن والسعودية في تفاصيل الخطة. ومن المفترض أن يعقد اجتماع عربي خماسي في الرياض الأسبوع القادم، يليها قمة عربية طارئة في نهاية الشهر الجاري لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية في ظل أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعلنت مصر أن الخطة ستكون بالتعاون مع الإدارة الأمريكية من أجل التوصل "لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة"، كما تقول مصادر مصرية إنه سيكون هناك دور للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
كيف ستجري خطة إعمار غزة دون تهجير سكانها؟
يقول مصدر مصري مطلع لـبي بي سي إن هناك مشاورات عربية قد بدأت بالفعل لإعداد مؤتمر لإعمار غزة بمشاركة أوروبية واسعة، والبدء في أول مراحل إعمار غزة عقب القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 27 فبراير شباط الجاري.
ويضيف المصدر أن الخطة العربية ترتكز بشكل أساسي على إعادة إعمار غزة بوجود سكانها من خلال تقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق إنسانية يكون لكل منها مخيم كبير يقيم فيه السكان مع توفير وسائل الإعاشة من ماء وكهرباء وغيرها.
وبحسب الخطة، سيجري إدخال آلاف المنازل المتنقلة والخيام التي تشبه المنازل إلى مناطق آمنة للإقامة لمدة ستة أشهر بالتوازي مع رفع الركام الناتج عن الحرب خلال نفس المدة، وهذا أمر لا يسمح به الإسرائيليون حالياً في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
كما ستؤكد الخطة على ضرورة دخول الكم الكافي من البضائع إلى غزة مثلما كان قبل الحرب، مع الوقود وآليات إعادة الإعمار.
وتتضمن ملامح الخطة المصرية العربية أن تجري العملية بتمويل من قبل المملكة العربية السعودية وقطر ودول خليجية، بمشاركة نحو 24 شركة متعددة الجنسيات متخصصة في مجالات التشييد والبناء والتخطيط لبناء وحدات سكنية آمنة خلال عام ونصف العام في مناطق القطاع الثلاث.
يقول الدكتور طارق النبراوي نقيب المهندسين المصريين لبي بي سي إن النقابة شكلت الثلاثاء لجنة استشارية تتولى خلال أسبوعين وضع استراتيجية فنية لإعادة إعمار قطاع غزة على أعلى مستوى هندسي دون تهجير أهله، وذلك بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب.
ويوضح النبراوي أن تنفيذ الخطة بشكل كامل ونهائي قد يستغرق من 3 إلى 5 سنوات إذا ما لاقت دعماً كبيراً، لأنها تحتاج مشاركة مئات الشركات والمكاتب الهندسية والتحالفات مصرياً وعربياً ودولياً بسبب حجم الدمار الشديد للغاية في القطاع.
وعن المراحل الفنية لهذه الخطوة، يشرح النبراوي الحاجة أولاً إلى إزالة الركام وإعادة تدويره كجزء من الخرسانة للبناء أو كجزء من الأرضيات أثناء عملية البناء، والبدء ثانياً في مد البنية التحتية من خطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء ومحطات تحلية المياه وخطوط الاتصالات، وأخيراً تخطيط القطاع عمرانياً ثم بناء الوحدات السكنية والخدمات التعليمية والصحية والثقافية المختلفة.
مستقبل حماس في قطاع غزة وحل الدولتين
ويرى المصدر المصري المطلع في حديثه لبي بي سي أنّ أبرز نقطة لم يتم بعد مناقشتها بشكل واضح هي مسألة وضع منتسبي حركة حماس وتسليح الحركة والحركات المسلحة الأخرى داخل القطاع.
ويوضح المصدر أن هناك اقتراح يبرز استعداد ما سماها "المقاومة الفلسطينية" لنزع سلاحها بمجرد إعلان إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع إنشاء منطقة عازلة لطمأنة إسرائيل بعدم وجود تهديدات قادمة من قطاع غزة.
يقول الدكتور مبارك آل عاتي أستاذ العلوم السياسية السعودي إن الخطة العربية يجب أن تتضمن إنهاء حكم حماس المنفرد لقطاع غزة، مضيفاً أنها فصيل لا يمكن استبعاده بشكل كلي.
ويضيف آل عاتي أنه يجب الضغط على الجانبين حماس والسلطة الفلسطينية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
يؤكد المصدر المصري المطلع أن الدول العربية وفقاً للخطة التي يتم بلورتها سوف تدعم السلطة الفلسطينية بكل ما يلزم لتدريب أفرادها بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
ويرى آل عاتي أن حل الدولتين هو الرادع الحقيقي لتحقيق السلام في المنطقة خاصة مع الرفض الإسرائيلي من قبل الكنيست وتصويته ضد فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، ووفقاً لمبادرة السلام العربية 2002، ويضيف: يجب أن تتمسك الدول العربية في خطتها بحل الدولتين خاصة إذا تخلى الشعب الإسرائيلي عن دعمه لحكومة نتنياهو اليمينية.
ماذا وراء خطة ترامب؟
مراراّ وتكراراّ، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخطته لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تارة بحجة امتلاكها كأرض للاستثمار السياحي، وتارة من أجل الفلسطينيين أنفسهم الذين يحتاجون إلى العيش في أرض غير مدمرة مثل قطاع غزة، ملوّحاً بإمكانية وقف المساعدات لمصر والأردن إذا لم يستقبلا الفلسطينيين، ثم متراجعاً عن فكرة استخدام المال كتهديد.
يرى دان بيري، محرر شؤون الشرق الأوسط السابق في القاهرة ومحرر شؤون أوروبا وأفريقيا في وكالة أسوشيتد برس في لندن في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة "حبراً على ورق"، وأن هدفها الحقيقي هو إجبار الدول العربية والفلسطينيين في غزة على الضغط على حماس وتنحيتها عن حكم القطاع، وتوقف دعم الحركة مالياً من قبل الدول العربية خاصة قطر، وعرض الخروج النهائي من غزة على قادة حماس.
خلال لقاء في واشنطن جمع الثلاثاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك الأردن عبد الله الثاني، قال العاهل الأردني للصحفيين إنه "ينتظر خطة مصر بشأن كيفية العمل مع ترامب فيما يتعلق بتحديات غزة، "مضيفاً "أن العرب سوف يقدمون رداً على خطة ترامب، وأنه يعتزم إجراء مشاورات في السعودية في هذا الشأن".
ثم صرحت مساء الأربعاء المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي كارولاين ليفيت بأن العاهل الأردني عبد الله الثاني قد أوضح لترامب أنه يفضل بقاء الفلسطينيين في غزة أثناء عملية الإعمار، بينما مازال يعتقد الرئيس الأمريكي أن إخراجهم أفضل وأكثر أمانا لهم.
ويعتقد بيري أن ترامب قد يوافق على رفض العرب لتهجير الفلسطينيين من غزة في مقابل تقديم عشرات مليارات الدولارات لإعمار غزة، وموافقتهم على تنحي حماس.
الأهداف الخفية لخطة ترامب مقابل الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين من غزة، قد تتضمن أيضا بحسب بيري إنشاء حكومة مدنية من التكنوقراط في غزة، ترتبط بالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتتعاون مع مصر ودول الخليج.
من جهته، يرى الدكتور حسن منيمنة المحلل السياسي من واشنطن خطة ترامب رغبة حقيقية ليس لها أي أهداف خفية، لأنه يدرك أن صورته ستكون مهددة إذا تراجع عما يقول، فهو يريد تهجير الفلسطينيين من غزة من أجل إهدائها إلى إسرائيل، ويضيف: "الكرة في ملعب العرب، ينصاعون لترامب أم لا".
ما أوراق الضغط لدى العرب أمام رفض ترامب لخطتهم المتوقعة؟
يقول الدكتور مبارك آل عاتي أستاذ العلوم السياسية السعودي إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً لكن لديها مصالح كبيرة في المنطقة لاسيما في السعودية ومصر، ولابد أن ترامب سيراعي ذلك في النهاية، مضيفاً أن العلاقات الشخصية بين حكام مصر والولايات المتحدة والسعودية ستمكنهم من إيجاد أرضية مشتركة للتوافق، لاسيما في ظل الزيارة المزمعة لترامب إلى السعودية والتي سترسم العلاقات العربية الأمريكية في قادم الأيام.
من جهته يرى الدكتور حسن منيمنة المحلل السياسي من واشنطن وجوب تعامل العرب بندية مع خطة ترامب من خلال إعلانهم إدانتها قبل مجرد رفضهم تهجير الفلسطينيين من غزة، لأن ترامب يستخدم منطق القوة في قراراته، وإذا رأى من أمامه يفاوض ويقايض، فسوف يستنتج أنه طرف ضعيف راضخ.
ويضيف منيمنة أنه إذا قطع ترامب المساعدات العسكرية والاقتصادية عن مصر والأردن رفضاً للخطة العربية، فيجب أن يحظى البلدان بدعم عربي في المقابل، وأن تمنع الرياض استثماراتها في الولايات المتحدة، وأن تفتح الدول العربية باب تواصل اقتصادي مع الصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ويلفت آل عاتي النظر إلى قوة ورقة تطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل والتلويح بها، حيث أعلنت الرياض رداً على ترامب ربطها التطبيع مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية بحدود 1967، ويضيف آل عاتي أن وزن السعودية السياسي والديني والاقتصادي "يحتم عليها مراعاة مصالحها تجاه القضية الفلسطينية، وهو السيف الوحيد المتبقي لدى العرب للزود به دفاعاً عنها".
ويرى المصدر المصري الذي رفض تسميته أن تلويح القاهرة بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل (كامب ديفيد) الموقعة عام 1979 ورقة قوية في وجه واشنطن في حالة رفض ترامب الخطة العربية.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة، بموجب خطته، التي تقضي بـ"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك في مقتطفات من مقابلة مع شبكة فوكس نيوز نُشرت يوم الاثنين، إذ أوضح ترامب أن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيراً على حد وصفه.
وقال ترامب في المقابلة إنه "بعبارة أخرى، أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم".
وفي وقت سابق اليوم، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيده على خطته لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وترحيل الفلسطينيين منها، قائلاً إنه "ملتزم بشراء وامتلاك غزة"، والتأكد من أن حماس لن تعود إليها.
جاء ذلك في تصريح جديد لترامب مساء الأحد، على متن طائرة الرئاسة وهو في طريقه إلى نيو أورليانز لحضور مباراة السوبر بول، الحدث الرياضي الأبرز في دوري كرة القدم الأمريكية.
وقال ترامب: "أنا ملتزم بشراء وامتلاك غزة. وفيما يتعلق بإعادة إعمارها، فقد نمنحها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبناء أجزاء منها، وقد يفعل ذلك أفراد آخرون تحت إشرافنا".
وأعاد ترامب التأكيد على أن قطاع غزة "موقع مُهدم" لا يمكن عودة الفلسطينيين إليه، مضيفاً أنه "سيُهدم ما تبقى"، مع الاعتناء بالفلسطينيين وضمان أن يعيشوا "في سلام ووئام وأنهم لن يتعرضوا للقتل"، بعد أن أصبحت غزة "الموقع الأخطر في العالم للعيش فيه".
وفي إجابة على سؤال حول مدى استعداد واشنطن السماح لبعض اللاجئين الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة، استبعد المسافة، مضيفاً انه منفتح على النظر في الطلبات الفردية.
تصريحات "تعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة"
من جانبها، استنكرت حماس التصريحات الأخيرة لترامب، التي وصفتها الحركة بأنها "عبثية" و"تعكس جهلاً عميقاً بفلسطين والمنطقة".
وفي بيان نشرته على حسابها على تليغرام، شددت الحركة على أن غزة "ليست عقاراً يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأضاف البيان أن التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية "تاجر العقارات"، ما هو إلا "وصفة فشل"، مؤكداً أن الفلسطينيين سيعملون على إفشال كل مخططات التهجير والترحيل.
واختتمت حماس بيانها بأن أهل غزة لن يرحلوا عن غزة إلا إذا كانوا سيعودون إلى مدنهم وقراهم "المحتلة عام 1948".
في السياق ذاته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، خليل الحية خلال احتفال بالذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية الإيرانية في طهران، إن خطط الغرب والولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة "محكوم عليها بالفشل، وسنسقطها كما أسقطنا المشاريع التي سبقتها".
كما صرح الكرملين يوم الاثنين بأنه ينتظر مزيداً من التفاصيل حول خطة الرئيس الأمريكي لشراء قطاع غزة.
وعندما سُئل عما إذا كانت خطة ترامب مقبولة بالنسبة لموسكو، رد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر افتراضي: "إن الأمر يستحق انتظار بعض التفاصيل إذا كنا نتحدث عن خطة عمل متماسكة. نحن نتحدث عن ما يقرب من 1.2 مليون فلسطيني يعيشون هناك، وهذه هي المعضلة الرئيسية على الأرجح".
وأضاف بيسكوف: "هؤلاء هم من وعدتهم قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بحل الدولتين لمشكلة الشرق الأوسط، وما إلى ذلك. هناك الكثير من الأسئلة من هذا القبيل. لا نعرف التفاصيل بعد، لذا يتعين علينا التحلي بالصبر".
ترامب صاحب "نهج ثوري"
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمقترح ترامب للسيطرة الأمريكية على غزة وترحيل سكانها ووصفه بأنه "نهج ثوري إبداعي"، وذلك بعد عودته إلى إسرائيل من واشنطن.
وقال نتنياهو في كلمة أمام مجلس وزرائه، إنه اتفق والرئيس ترامب على أهداف الحرب التي حددتها إسرائيل في بداية حربها التي استمرت 15 شهراً ضد حماس، ومنها "ضمان عدم تشكيل غزة تهديداً لإسرائيل".
وأوضح نتنياهو أن ترامب "جاء برؤية مختلفة تماماً وأفضل كثيراً لإسرائيل"، وأن مقترحه بشأن مستقبل غزة، تناقشه إسرائيل حالياً، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي "في غاية التصميم على تنفيذها، وأعتقد أنها تفتح العديد من الاحتمالات لنا".
من ناحية أخرى، أدانت مصر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول عدم فتح القاهرة لمعبرها الحدودي أمام الفلسطينيين الذين يطلبون مغادرة قطاع غزة.
ففي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأميركية في الثامن من فبراير/شباط، قال نتنياهو إنه تلقى طلبات من فلسطينيين يريدون مغادرة غزة قبل الحرب، لكن "مصر لم تفتح الباب".
وأضاف أن بعضهم كان "يرشي حراس البوابة في مصر. كانوا يشترونهم. لذا خرج الأغنياء للغاية، لكن من أرادوا المغادرة لم يتمكنوا من ذلك".
وردت مصر بأن تصريحات نتنياهو تضمنت "ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة".
وأضافت وزارة الخارجية في بيان لها على "فيسبوك" مساء الأحد أن مصر تؤكد أن مثل هذه التصريحات تهدف إلى "التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الأساسية الفلسطينية، فضلاً عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين".
وذكرت أن مصر سهلت دخول 5000 شاحنة مساعدات إلى غزة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.
وهذه هي المرة الأولى التي تذكر فيها مصر نتنياهو صراحة في بيان إدانة منذ بدء الصراع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكدت مصر "رفضها التام" لأي تصريحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو السعودية، معربة عن تضامنها مع سكان غزة "البواسل" الذين "يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة".